الأحد، 10 يناير 2021


 *م

*اسم المقال: هي الحكاية

*مدى المقال: قصير.

*نوع المقال: أدبي.

*رقم المقال المصحف أدبيًّا: 4

 تاريخ النّشر: 2.2.3 أدبي.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأدب وتُمنح بشرط ذكر المصدر©.

_______________________


  لكلِ بدايةٍ حكاية يعرفها صاحب الخطوة الأولى؛ وأنا أعلم جيدًّا أن وجودي بهذا الوقت له حكاية لن تنتهي، في اليوم الذي صادفت فيه إعلانًا مميزًا عن فرصةٍ للكتابة والتبحر في فضاء الحروف -لم أتردد- قدمت نيتي وحماسي، وفي أيام تكللت بالإصرار بدأتُ مشواري الجديد، أُنقب في أعماق مخيلتي، أشاور سريرتي وأعقد إتفاقًا مع قلبي كلما سطرتُ عنوانًا، أجد التلاعب بالمعاني ساحرًا، يسعدني بمجرد تفكيري بالسكون والضم، هكذا تبدو رحلتي الطويلة، تدفعني إلى المغامرة والتجربة، تجربة من نوعٍ آخاذ، لا يشبه الطرق القديمة إلا بلونها، نعم إنَّه لون الحبر الذي يلون دواخلي، يعطر يمناي، يُشرق ببشرياتِ الوجود، ويهندم بعثرة التعب.

حكايتي رسالة لها ركائز، بباطن الأرض المعادن وبعقلي ما هو نفيس ونادر، يأتي الصباح ليخبرني أن خيوطه لن تتبدد، وأن شمسه شامخة، للغيب أمر نافذ وللحلم محطات كثيرة، تصحبنا الحقيقة إلى تفاصيلنا ويقحمنا الواقع في امتحاناته، كبواتنا وانتصاراتنا تشهد لنا، بالصبر والتفاني، بالقوة والتحدي، ونشهد للزمان بالتسارع والتذبذب، تارة تأخذنا عقاربه إلى الهاوية، وتزفرنا أمواجه بعيدًا، وتبتلعنا أفواهه الغاضبة.

   هي الحكاية، بأبعادها الحادة واليانعة، تُفتح أعيننا على أفاقٍ مفعمة بالحياة، الحياة التي تزيدنا نضجًا كلما خطونا نحو أنفاسنا المكتوبة، وتشيبنا دروسًا من الدمع والضجر، لكننا ما زلنا ننتظر فرصتنا، لنستمر، ولأستمر في حكايتي، أكتب وأكمل رحلتي بهذه الفانية، أحمل أعلام نفسي الحالمة، وأكبت همس مخاوفي حتى لا تهزمني وأغرق بها، سأستمر لأن البداية كانت تستحق مني التعب، وعلى هذه الأرض ما يستحق الكفاح، وعلى أرض الحرف حكاية تضاهي حيواتنا نهجًا ونبراسًا، لنكتب، لنعرف مَنْ نحن، وما هي حكايتنا.


الأحد، 3 يناير 2021

 



 *م 
اسم المقال: على هامش الصبر
 مدى المقال: قصير.
 نوع المقال: أدبي.
 رقم المقال المصحف أدبيًّا:  A33.4
 تاريخ النّشر: 2.1.25 أدبي.
منصة الرفع: صحيفة الأدب.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأدب وتُمنح بشرط ذكر المصدر©.
________________________________________


دوامة من الأسرار المتحاذقة، متاهة من الأسئلة والأجوبة الناقصة، هروبٌ ذكي من ضفة الخلاص، وما بين الشمس ومغيبها ألاف القصص المبتورة من شقاء الكادحين.
يحدث أن تتفاوت المسافة منحرفةً عن مسارِ الحقائق والحدود، بينما قُربك من منالك يَستهلك ما تبقى من صمود؛ الحكاية كل يومٍ تنقص بطلًا، وتتبدل الأدوار من عتيقة إلى هزيلةٍ ذليلة، ثم  إلى أين؟! أنظمة وخطط محشوةً بالخبث والفتن، على عاتقنا لوم الأيام، وضحالة التاريخ، ما يعيبنا أننا ما زلنا في صمتنا الطويل، وفكرنا الأعمى، نرى السواد في كل مكان ونجعله ينتصر على صفاء النوايا لنُهزم نحن على حساب الكرامة.
  ما يجعلك تبكي بداخلك دمًا أن الكون يدور بالمصالح و أكف الميزان مائلة عن الحق والصلاح، وخالق الميزان يرانا نطعن في بعضنا، نعطي أولوية الكلمة للظلم ونراهن على نزاهتنا المهترئة، نُصرح بشهامةٍ ملفقة، وندور حول دائرة ضالة، زواياها تُقاس بالفوضى والفتات، وكل مَنْ هو خارجها يُنعتْ بالتخلف والانحطاط.
السؤال الذي يطرح نفسه كل حينٍ: مَنْ الذي سيفوز بالقمة؟ أو فلنقل: مَنْ الفائز بالتحضر والفخامة؟ نحن؟! أم الوهم الذي يُسيطر على العقول والأجيال القادمة، ما زال الطريق أمامي غير واضحٍ، أرى البعيد قريبا والغريب مألوفًا، وما بداخلي ألغاز وطلاسم، تُبحر برأسي وتصفع أعصاب ناصيتي الكاذبة، تمحص ذكرياتي وخلفيتي عن المستقبل، فلا أجد إلا جملة قصيرة: "لا  توجد نتيجة"، ماذا؟! هل فشلت؟ ولا رجاء من هذا العالم! إذن فلتكن النهاية مثمرة بأي شيء، هكذا سمعت صوت ضميري يناجيني: "فلتكن نهايتك مثمرة".
سأحاول أن أثمر علَّ هذا العراك يضحي بغروره وينهزم، علَّنا ننتصر على هذه الترهات، ولعلَّ للغدِ بصيرة بالغة، تُعلمنا كيف نبدأ من جديدٍ، نُرمم حطام ما تبقى منا، نكتب ما نحلم به بفخرٍ، ونزداد شموخًا لأننا ما زلنا هنا -بهذه الأرض- نحاول أن نبني إنسانيتنا.