الجمعة، 28 أغسطس 2020








 *م 
اسم المقال: قرطاس السمو(بمناسبة اليوم العالمي للكاتبة العربية).
 مدى المقال: متوسط.
 نوع المقال: أدبي.
 رقم المقال المصحفة أدبيًّا:  A33.3
 تاريخ النّشر: 1.6.6 أدبي.
منصة الرفع: صحيفة الأدب.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأدب وتُمنح بشرط ذكر المصدر©.
_________________________________


حُرةٌ مثل خيوطِ الشمسِ العَتِيْقة، مُثابرة ٌكشعاعٍ عنيدٍ أَولجتْهُ طيّاتُ القَدرِ، مُفْعَمَةٌ بالعطاءِ والحيوية، لا تُشبه جُنح الليل المعتم، فقط تضاهي أعين الصباح بهجةً ومسرّةً، في قلبها حبرٌ ينبض بسخاء، وعلى أفكارها ينابيع من التغيير، هي كما هي شامخة القامة والوجود، مولعةٌ بشغف التجدد والعزم، وكلها حياء وثقة، هي كاتبة بمثابة حياة أخرى تستحق أن تعاش بنَهَمِ السلام والإلفة. على سماء الأحلام والسعي، نتسابق إلى حدود بعيدة، لا تحفها زوايا النهايات، ولا تتخللها أواصر اليأس، نحن بكل عنفوانِ الظروف نكتب لحظات الصبر والمعاناة، نُصور الدمع بعدسةٍ الغد، لنبني جسرًا من الإصرار والقوة، هكذا عهدنا يراعنا وهكذا سنظل نَعُد خطى تقدمنا نحو مبتغى الوصول. طرقات الحلم شائكة التفاصيل، تُدمي أقدام كل حالم لكن! تبقى هنالك تفصيلة شاذة، تنير مسارب الفؤاد وكينونة العقل، ذلك العقل الذي تعود على زجر الهوامش وتطهير شوائب الفكرة، ولطالما وجدنا أن الفرق بين اليقظة والحلم كبير للغاية فكل حلم نَيّر تتبعه هالة من يقظة المستقبل كأن القدر يخبرنا أن أيات الفشل والرجوع ضئيلة أمام جهدنا وسؤالنا عن الطريق، وما زلنا نكتب كالبارحة وسنظل نوهب صفحاتنا الحياة. قِيّل أنها بلا جدوى، كلماتها بلا وهج، وأسلوبها رث ومتهالك، فجاءت ببينةٍ ألجمت أصوات قولهم المحطم لكيانها، أثبتت أنها قادرة على خلق أبجدية تحمل بصمتها، تستطيع هزيمة شكوكهم الغادرة، ويمكنها أن تنهض بسرعة بعد كل كبوةٍ وتعثر؛ ها هي الآن تحلق بمفرداتها في فضاء الإبداع، تنشر أدبها على قرطاس السمو، رسالتها الخُلق الطيب، والآثر العظيم، لا تطمع إلى قلائد المظهر، ولا تهمها أضواء العراء، يزيدها فخرًا أنها كاتبة ذات قلم حر، قضيته الإنسان وعقيدته الحَقَّة، ونظرته ثاقبةً إلى آخرِ حرفٍ تستنطقه محابرُ الحياة.