الأربعاء، 22 أبريل 2020


اسم القصة: انعكاس صاخب.
مدى القصة: قصيرة.
منصة الرفع: صحيفة الأدب.
رقم القصة المصحفة أدبيا:A33.2
تاريخ الرفع: 1.4.20أدبي
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأدب وتمنح بشرط ذكر المصدر©.
____________________________


الجزء الأول:

  1. على أعتابِ محطاتي المكتظة بالحكايات تذكرتُ ملامح الحياة وصوت خطواتي، تؤكأتُ على صور الماضي علّها تسند ظلي الهزيل، انتظرت لحظة تجلي الأمل لأنشد ما بداخلي على عالم الأحلام، استوقفتني لوحة بيضاء مضيئة كالمصابيح الحالمة، تفاصيلها عميقة الوقع والدهشة، ويكأنها ينبوع من حكمةٍ وتأمل، أخذتني إلى بادئة حروفي النَيِّرَة بكل ما فيها من أسرار ووضوح، وجدتني لا أشبه نفسي التي أنا عليها الأن، مختلفة إلى حد الشك والريبة، كأن المرآة تكذب أو أن بؤبؤ عيني أصابه الطشاش، وما بين الحقيقة والظلال هناك انعكاس غريب يوحي بأشياءٍ أشد غرابة، تبعث داخل أنفاسي الصمت، ثم تبغض كل ما هو فوق الهمس، ويبقى الكلام في كهفه جامدًا لا يطالب بحريته، كلما نادته الحبال الصوتية اهتزَّ دون جدوى، يغتاظ من عجزه ثم يقبع داخل الحروف بسكينةٍ مهزومة، كشجرةٍ واقفة على أرضٍ قاحلة، مليئة بالكبت والجفاف.
من جانبٍ أخر أجد الطريق أمام توقعاتي سالكة، كالسماء الزرقاء منبسطة ونقية، تسر كل ناظرٍ يحتاجُ التحليق في فضاءاتِ الحياة، هكذا هي نظرتي دون مرآة الأوهام، هكذا أنا، ببساطة أحتاج المساحات الرحيبة، أريد معانقة الهواء، أود لو سامرتني النجوم واصطحبني القمر إليه، أتمنى أن أعيش حياة أخرى بين الأوراق والحبر، بين الدعاء والمناجاة، علني أنجو بسبب دمعة صادقة نزلت لتغسل بعض معاناتي، ولتكتبني على صفحات جديدة، لا تعرف وأد الكلمات، ولا بتر الأصوات الحبيسة، صفحات بطعم الروح والأفئدة الطاهرة، تسهر فقط لتستغفر عناء النهار، فتنام دون خوف وقلق، دون وسوسة وخيالات؛ هكذا أريد صفحات أيامي لأنني مللت معاركي مع المرآة.